قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ هذا نداء من الله عز وجل لأهل الإيمان به وبرسوله صلى الله عليه وسلم لحِكمٍ كثيرة:
إحداها: أنهم هم أهل الانتفاع لمثل هذا النداء، قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إذا سمعت ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ في القرآن فأصغِ لها سمعك، فإما خير تؤمر به، وإما شر تنهى عنه".
الثانية: أنهم أسرع الناس استجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وأكمل الناس انقيادًا لحكم الله ولحكم رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فقلوبهم مطمئنة، وصدورهم منشرحة لخطاب الله وخطاب رسوله -صلى الله عليه وسلم- لعلمهم أن الهدى والنور في هذا الخطاب لا في غيره مما أسسه البشر للناس من أقوال، وأنشؤوه لهم من قواعد.
الثالثة: أن هؤلاء المؤمنين حريصون على إيمانهم مما يخدشه فينفي كماله، فضلا عما ينفيه بالكلية.